يحب الصينيون ويفتخرون بالامبراطور تشين شي هوانغ الذي حكم البلاد في الفترة الممتدة بين عامي 221 و 210 قبل الميلاد، فهو من وحّد ولايات الدول الصينية الست الكبرى المتصارعة، وخاض حروب التوحيد وأدخل على البلاد إصلاحات واسعة اكتسحت الفساد والانحلال والتفكك الذي دام قرابة 500 عام بعد زوال اسرة زو الحاكمة فكانت هذه الاصلاحات من الأسس التي أبقت على الصين وعلى تراثها الحضاري ووحدتها الجغرافية حتى اليوم.
وتبدو حالة الاعجاب هذه مصحوبة بما يرويه الصينيون عن المدفن الخاص بالإمبراطور الذي كان مفتوناً بمظاهر العظمة حين اكتشف علماء الآثار أكثر من 8000 مجسم لجنود وخيول من الصلصال مصطفون بشكل عجيب، ولا يشبه واحد منهم الآخر، ما يدل على دقة وعناية الصناع الماهرون وذكاء الإنسان الصيني القديم، ويرقى هذا المدفن الواقع في مدينة شيآن لأن يكون ثامن الأعاجيب القديمة في العالم، وهو مدرج على قائم التراث العالمي لليونيسكو.
وأكثر ما يلفت الانتباه في الصين هو تحويل المواقع العسكرية والمواقع التي شهدت احتلالاً أو حروباً إلى معالم وأوابد أثرية وسياحية ومنتزهات، والشواهد كثيرة قد لا يتسع الحديث لحصرها وأبرزها سور شيآن الذي يعتبر أقدم سور كامل في الصين، يحيط بمركز المدينة على مساحة 36 كيلو متراً مربعاً، يعود عمره إلى 637 عاما بطول 15 كيلو متراً، وقد حجز هذا السور مكانه البارز كأحد أهم المعالم السياحية الجاذبة، وقد تمت تهيئته من خلال العروض الامبراطورية الرائعة والمتقنة واستقبال الضيوف المنبهرين بجمال المكان وإتقان العروض.
وإضافة إلى كون مدينة شيآن واقعة في اقليم شنشي شمال غرب الصين، منطلق طريق الحرير القديم واحدى عواصم الصين القديمة فهي اليوم تشهد نمواً متزايداً وزيادة متواصلة في حجم الاستثمارات والتجارة الداخلية والخارجية، إضافة إلى تمكنها من التفوق في مجالات الفضاء والصناعات الدقيقة وصناعات الكهروضوئية والطاقة المتجددة والألياف الضوئية، والتفوق الكبير على مستوى آسيا في قطاع التعليم الجامعي من ناحية العدد والنوع، حيث ضمت تحالف الجامعات على طريق الحرير.